طبيب يكشف اسباب تردي الأوضاع بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير

تشهد مصلحة المستعجلات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير وضعاً صعباً نتيجة الخصاص الكبير في الأطر الطبية، ما انعكس سلباً على جودة الخدمات المقدمة للمرضى والمرتفقين.
و كشف عبد اللطيف ياسي و هو أحد الأطباء العاملين بالمستشفى، والذي راكم أزيد من عشرين سنة من التجربة بقسم المستعجلات، “كشف” في تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعي عن جزء من أسباب تدهور الأوضاع داخل هذه المصلحة الحيوية.
وحسب ما أورده الطبيب، فقد كان القسم يضم في سنة 2003 حوالي 12 طبيباً، يعملون بنظام التناوب بمعدل ثلاثة أطباء في الحراسة الواحدة. غير أن هذا العدد عرف تراجعاً متواصلاً بفعل الإحالة على التقاعد، الانتقالات، أو حتى الوفاة، ليجد القسم نفسه اليوم يعتمد على ثلاثة أطباء متمرسين فقط، إلى جانب عناصر جديدة سرعان ما تطلبت الانتقال إلى مؤسسات صحية أخرى بسبب ضغط العمل.
الأطباء الجدد، وفق نفس المصدر، فوجئوا بظروف العمل القاسية، حيث يتكلف الطبيب الواحد بالحراسة الليلية لمدة 13 ساعة متواصلة، ويضطلع في الوقت نفسه بمهام الكشف عن المرضى، التدخلات المستعجلة في قاعة الإنعاش، ومتابعة ما يزيد عن 20 حالة في قاعة المراقبة. هذا بالإضافة إلى التعامل مع حالات الاعتداء اللفظي والجسدي الناتجة عن غضب بعض المرتفقين بسبب قلة الأدوية أو تعطل بعض التجهيزات الطبية.
ويؤكد المتحدث أن “قلب المشكلة” يكمن في النقص الحاد في الموارد البشرية، مبرزاً أن مطالب الساكنة مشروعة، لكن لا يمكن تجاهل معاناة الأطر الصحية التي تتحمل العبء الأكبر في ظل هذه الظروف.
ويأمل العاملون بالمستشفى أن يتم تدارك هذا النقص الفادح من طرف الجهات المسؤولة، قصد ضمان خدمة صحية في مستوى تطلعات ساكنة الجهة، والتخفيف من الضغط الكبير الذي يرزح تحته أطباء المستعجلات.